اتصل بنا

التبوريدة والصقارة

الوجهان للشجاعة

الأرض تهتز، البنادق تغني

كل صباح في الموسم، تتحول سهول مولاي عبد الله الشاسعة إلى مسرح للتبوريدة. في خط مثالي، ينطلق الفرسان بسرعة قصوى، سيوفهم مرفوعة، نظراتهم ثابتة. ثم، في نفس متزامن، تدوي البنادق في وقت واحد. هذا ليس عرضًا: إنه إعلان هوية، رقصة حربية منقولة بالدم والذاكرة. كل سربة تجسد شرف قبيلتها، أناقة ثقافتها، إتقان فن لا مكان فيه للخطأ.

للسماء أيضًا سادتها

ليس بعيدًا عن ميادين الفانتازيا، يحل الصمت: صمت الصيد بالصقور. هنا، لا يتم الصراخ بالشجاعة، بل تُلاحظ. يربي صقارو قبيلة عبدة ويدربون هذه الطيور الجارحة بصبر واحترام. في إيماءاتهم المدروسة، نظرتهم اليقظة، نقرأ معرفة قديمة، مصنوعة من التواطؤ بين الإنسان والطائر. الصقارة، النادرة والثمينة، هي تخصص نبيل، فن قديم حيث يمر الإتقان عبر الضبط النفسي.

تقليدان، فخر واحد

للوهلة الأولى، يبدو أن كل شيء يعارض بين اندفاع التبوريدة وسكينة الصقارة. ومع ذلك، كلاهما يروي نفس القصة: قصة شعب متجذر، فخور بعاداته، قادر على جعل الأرض تهتز وعلى ترويض السماء. معًا، يشكلان ثنائيًا رمزيًا، يجعل من الموسم مكانًا فريدًا في العالم حيث تعبر أجمل أشكال الشجاعة القبلية عن نفسها، على ميدانين: الأرض، واللانهاية

اقرأ المزيد