إذا كان موسم مولاي عبد الله أمغار يثير الإعجاب بحيويته الثقافية، فإنه يستمد جوهره قبل كل شيء من بعده الروحي العميق. كل عام، يتدفق الآلاف من المؤمنين إلى ضريح مولاي عبد الله لتقديم التحية له، وتلاوة الصلوات والتأمل في صمت. في هذا الفضاء المقدس، يحل الحماس محل الضوضاء: يتواصل الزوار، صغاراً وكباراً، مع إيمانهم في مناخ من السلام والكرامة.
يتبع البرنامج الروحي للموسم مساراً منظماً: سهرات صوفية، قراءات جماعية للقرآن، مؤتمرات دينية، دعوات وبركات مشتركة. تذكرنا هذه اللحظات من الاتحاد أن الروحانية المغربية مصنوعة من الطقوس والحضور الإنساني.
بعيداً عن الجوانب الاحتفالية، يعمل البرنامج الديني للموسم كنقطة ارتكاز للمجتمع. يربط المؤمنين حول قيم مشتركة: السلام الداخلي، السخاء، الأخوة. من خلال قصص مولاي عبد الله، رمز الحكمة والمعرفة، يعود الزوار بأكثر من مجرد ذكريات: اتصال متجدد بهويتهم الروحية.